المسلحون النازحون يجتاحون لبنان دعماً لثورة الأرز
د.نسيب حطيط
إجتاح (المسلحون النازحون )من سوريا الأراضي اللبنانية لنصرة ثورة الأرز في لبنان ،كذراع عسكرية لقوى 14 آذار، وذلك تكراراً لسيناريو الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 للقضاء على المقاومة الفلسطينية.
أستعادت قوى 14 آذار "المسيحية" تجربتها بالتعامل مع إسرائيل ومشاركتها بالإجتياح ومجازر صبرا وشاتيلا وأعادت للتذكير بأن لبنان لا يستطيع التخلص من المقاومة وسلاحها إلا بمساعدة خارجية وقد نجحت التجربة عام 1982 ضد المقاومة الفلسطينية... فلماذا لا نعيد التجربة ثانية بالتحالف مع الجماعات التكفيرية مع عوامل إيجابية جديدة ومساعدة، بعدما تحقق التحالف الصهيوني–التكفيري عبر بعض دول الخليج... فكيف إذا إجتاحت "داعش" وأخواتها الأراضي اللبنانية ، بالتعاون مع بعض الفصائل الفلسطينية في المخيمات براً وتدخلت إسرائيل جوا وبغطاء سياسي من المستقبل (كممثل للسنة في لبنان) وقوى 14 آذار المرتبطة بالمشروع الأميركي.
لقد صرح أحد وزراء 14 آذار بان الهدف من فتح الحدود أمام النازحين السوريين توظيفهم كمسلحين ضد المقاومة والوصول لتوازن القوى بسبب عجز قوى 14 آذار والمستقبل عن الحشد العسكري بعد تجربة 7 آيار وتم نشر النازحين ضمن عملية توزيع القوى ونشر المراكز العسكرية تحت شعارمخيمات النازحين ،لكن الحقيقة أن غرفة العمليات المشتركة الصهيونية-الخليجية قد وزعت المسلحين النازحين وفق خطة الإغراق البشري و"سورنة" الجغرافيا لإغراق المقاومة في بحر اللاجئين والنازحين المسلحين والذين يشدهم الخطاب المذهبي والتحريضي، فتم توزيعهم في القرى والمدن ليتكاملوا مع جغرافيا المخيمات وعلى الطرقات الرئيسية، لقطع الطرق وخطوط التواصل والإمداد وعزل المناطق عن بعضها وبغطاء أمني وسياسي لبناني.
لقد تدخلت الأمم المتحدة بالتوافق مع 14 آذار وأقامت المخيمات المنظمة دون إذن الدولة اللبنانية (ظاهرا") حيث أغمضت الأجهزة المعنية أعينها ولم تحرك ساكناً وتواطأت مع الجهات الدولية لتمديد إقامة النازحين، حيث يقال أن برنامج الأمم المتحدة قد حدد مهلة أربع سنوات لبرنامج مساعدة المسلحين النازحين، ويمكن تجديده لمدة أربع سنوات أخرى ،مما يمكنهم من التصرف كأصحاب أرض ومواطنين يمتلكون الحصانة الدولية والأمنية ويعتاشون على كلفة الدولة اللبنانية من جيوب مواطنيها ومن بعض المساعدات الدولية.
لقد مارست قوى 14 آذار كل أنواع التضليل والخداع للرأي العام بإنكارها وجود القاعدة وأخواتها في لبنان حتى يكبر مولودها "الداعشي" الجديد وأرضعته السلاح والمال وأمنت له البيئة الحاضنة عبر الخطاب المذهبي فحضنت ظاهرة الأسير في صيدا وشكلت فريق المحامين للدفاع عن معتقليه الذين قتلوا الجيش في عبرا ،فكان الإنتحاريون ضد السفارة الإيرانية والضاحية... ثم إحتضنت المستقبل المسلحين والسلفيين في طرابلس ولا يزالون ... وتنافس معهم وزراء ونواب طرابلس للإفراج عن الإرهابي المولوي وإرجاعه "فاتحاً" لطرابلس.
لقد قامت 14 آذار بتربية المفردات اللبنانية للجماعات التكفيرية كقواعد إرتكاز للإنقلاب على المقاومة في عقر دارها وجن جنونها عندما شنت المقاومة حرباً استباقية قبل وصول جحافل "الذباحين" وقوافل جهاد النكاح إلى لبنان.
قوى 14 آذار تنتحر من جديد بالمراهنة على الجماعات التكفيرية لإرجاعها للسلطة والقضاء على خصومها في المقاومة ... لقد أصيبت قوى 14 اذار وحلفائه بالغرور عندما ظنوا أن "ثورتهم" المزعومة قد أخرجت الجيش السوري من لبنان وأصابتهم الخيبة عندما فشلت إسرائيل بالقضاء على خصمهم الممثل بالمقاومة حيث لو نجحت إسرائيل لسقط لبنان بيد التمساح الإسرائيلي وعبيده الصغار في لبنان أحفاد من تعامل مع إسرائيل في الحرب الأهلية فكان "جيش حداد" و"جيش لحد" والقوى المسيحية المتعاملة، وها هي التجربة تعود من جديد من الشرق عبر الجيش السوري الحر وداعش والنصرة والكتائب المتعددة الأسماء ذات النبع التكفيري الواحد.
أيها الآذاريون الخائبون.. ستقتلكم داعش وتذبحكم كما ذبحت النصرة والجيش الحر ،فكلكم علمانيون ومسيحيون ودروز وكل هؤلاء (كافرون ) وفق فقه التوحش عند داعش وأخواتها، فإنتظروا أن تذبحوا قبل أن يذبح خصومكم... وستباع نساؤكم في اسواق الرقيق كما تبيع داعش النساء من المسيحيين واليزيديين في زنجار ونينوى والموصل....
لن ينفعكم "إذلال" الجيش وهزيمته، فأنتم تثقبون السفينة التي تركبون فيها ولن يحميكم إنتماؤكم المذهبي فما جرى للنصرة وعشيرة الشعيطات في دير الزور وللجيش الحر أوضح مثال لمصيركم.
إنكم تعاشرون الأفعى فإنتظروا سمها الآتي... إلا إذا كنتم تعلمون ما لا نعلم ،خاصة وأنكم ضمن المشروع الأميركي الذي قالت هيلاري كلينتون في مذكراتها(الخيارات الصعبة ) بأن أميركا وبالتعاون مع الأخوان المسلمون قد صنعوا "داعش" لذا فبعضكم رحب بحكم الأخوان وبعضكم صفق لداعش وأنتم مطمئنون أنه لن يصيبكم أي مكروه ،فالسيد الأميركي وحلفائه الخليجيين سيمنعون داعش وأخواتها من ذبحكم وستكتفي بذبح أهل المقاومة ... لتسهيل استلامكم للسلطة والموافقة على التوطين لإراحة إسرائيل وتأمين جيش من اللاجئين بعد تجنيسهم كما تفعل البحرين لتجاوز الأغلبية الشعبية وها هي إسرائيل تنتظر لتعودوا وتوقعوا على إتفاقية 17 آيار التي سقطت.
نعدكم بأن داعش لن تنتصر ... وإنكم ستصابون بالخيبة والفشل كما أصبتم في حرب تموز 2006 وسيكون النصر حليف "الهلال المقاوم".